تشكل المعرفة المستندة إلى البيانات والمعلومات الدقيقة الأساس لتمكين صانعي القرارات من تحديد أفضل الاختيارات والأولويات ووضع الأهداف والسياسات المناسبة على المستوى الوطني أو المؤسسي، كما تساعد في متابعة وتقييم مدى التقدم الحاصل في تحقيق هذه الاهداف، وبالتالي المساهمة الفاعلة والكافية لتحقيق أهداف التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية المستدامة. كما أن تمكين المخططين من الوصول إلى المعلومات الدقيقة في الوقت المناسب، يمكنهم من حسن استخدامها واستهداف الحاجات الأساسية للمواطنين من الخدمات الحكومية من مدارس ومستشفيات وغيرها.
يتسم عصر العولمة والرقمنه والانفتاح بزيادة حجم البيانات والمعلومات وتعدد مصادرها واختلافها، وزيادة الحاجة للمعلومات في عمليات التخطيط واتخاذ القرار، لذا أصبح لزاماً إعادة الثقة بنظام المعلومات الوطني ليكون المرجع للمخططين وصانعي القرار في القطاعين العام والخاص.
ولتحقيق ذلك، تظهر الحاجة لإنشاء مؤسسة عامة تجدد الثقة بالنظام الإحصائي ونظام المعلومات، وتتولى التنسيق بين المؤسسات المنتجة للمعلومات وتساهم في تطوير المعارف المستندة إلى المعلومات الدقيقة والأدلة والبراهين التي تشكل ركيزة أساسية لأصحاب القرار في الوزارات والمؤسسات العامة وقطاع الأعمال.
وقد جاء إنشاء المركز الوطني للمعلومات بهدف تطوير نظام متكامل للمعلومات الوطنية يضمن انسياب المعلومات للمخططين وراسمي السياسات في القطاعين العام والخاص، ويساهم بملء الفجوة بين ما هو معروض من المعلومات وما هو مطلوب منها وفقاً للاحتياجات الوطنية والمؤسسية، وذلك من خلال التنسيق بين مؤسسات هذا النظام من جهة، ورفع قدراتها وإمكانياتها البنيوية والتحليلية من جهة أخرى، بحيث يضمن هذا النظام وصول المعلومات والمعارف إلى صانعي القرارات لتمكينهم من وضع الخطط والسياسات المناسبة واتخاذ القرار السليم.
ولمأسسة عمله، فقد تبنى المركز استراتيجية للفترة 2022- 2026 بهدف تحديد خارطة الطريق لعمل المركز ورسم رؤيته والوسائل التي يتم استخدامها لتحقيق اهداف المركز. وتتناول الاستراتيجية تحليل للوضع الراهن باستخدام التحليل الرباعي SWOT، أي تحليل البيئة الداخلية (عناصر القوة والضعف) وتحليل البيئة الخارجية ( الفرص والتهديدات)، وتحليل أصحاب العلاقة في نظام المعلومات الوطني وذلك للتعرف على أدوار مختلف الأطراف بالنظام والعلاقات فيما بينهم، إضافة الى ذلك تتناول الاستراتيجية مصادر البيانات حسب الجهات المنتجة لها، كما تتناول أبرز محاور عمل ومهام مركز المعلومات الوطني للعلوم والتكنولوجيا، الى جانب ذلك وثقت الاستراتيجية منهجية اعدادها والمرتكزات التي استندت اليها، كما تناولت الاستراتيجية التوجه الاستراتيجي للمركز والوسائل لتحقيق الأهداف، وكذلك تتناول الاستراتيجية خطط وبرامج تنفيذ خطة العمل للفترة من 2022- 2026 وفقا للأهداف الوطنية والاستراتيجية. إلى جانب ذلك تناولت الاستراتيجية آلية المتابعة والتقييم بهدف ضمان تحقيق الأهداف في الإطار الزمني المحدد واجراء المراجعات اللازمة، وفي الجزء الأخير تتناول الهيكل التنظيمي المقترح لتمكين المركز من أداء مهامه الوظيفية.